آد إينفينتوم

tumblr_mx43yx5pwq1qiz3j8o1_500.gif

 

كنت أنظر إلى الضوء، أنابيب النيون بدت كأنّها تلتوي كانها أصابع من نيلون تشتدّ على حنجرتي.  ربّما عليّ الرحيل. الذهاب. الخروج. كم مضى من الوقت؟ لا أذكر. كان البنايات تترنّح على الطريق، صوتُ المدينةِ من زجاج. والمَوجُ لا يكفّ عن قرعِ الخنادِقِ في صدري. أهذا ما يؤولُ إليهِ الأمر؟ هذا هوُ؟ هي؟ هم؟ ما يوجَد؟ كلُّ ما يوجَد؟ كل شيء؟ أيكفي؟ .

 رافِعَة ترفَعُ نفسهنا.  إثنا عشرة ألف يوم. هذا ما قد مضى ولا زلتُ. لا أعلَم أين يوجد أفضل مكان لإخفاء كبدي أو رقص الدبكة. كي لا ألتهِمَ ذاتي مرّة أخرى. ولا شيء تحت هذا الظلّ. مصباح الشارع يقذف بدلو ضوءٍ عليّ. أقَدَّسُ في الحال في هذا الشارع الخالي. لا أحد يعبُدُني. لا أحد يخشاني. لا أحَد. لا أحَد. علي أن أصعد قبلَ أن تسحقني الصخرة . كي لا تسحقني الصخرة علي أن أصعَد هذا الدَرَج. عليّ أن أصعَد هذا الآله الصغير كي لا أموت مرّة أخرى. لأنّ المياه الراكدة لا تصلح للشرب.
دمي يتشعّبُ في بياضِ عيناي والزجاج يضجّ يإجّ كجمجمتين تتلاحمن في طنينٍ طويل مرتفعَ التردّد إلى الإلتصاق في سقف حلقي. أبصقه وأشهاده يموت على الرصيف تمرّ سيارة بالقرب وتمضي إلى التلاشي، الصمت الخافت يبدأ بالصعود في جوقة وحدات التبريد علىى ماتورات المكيّفات في الحيّ. أهذا ما يعني أن تكون حيّاً؟ هذا. الآن. هنا.

“الليل ليسَ معتِم، العالَم مُعتِم.”

أوئمِن بالخرافات، إستلزمني الأمر دقيقة ونصف لإيجاد الإملاء الصحيح لكلمة “أؤمن”. لكن هذه شكليات فقط.  الكلمات لا تكفي لتذويت فهم حقيقى لما يعنيه أن تقف تحت مصباحِ في شارع لوحدك . يقظ. تماما. في منتهى اليقظة لتشعر بالمياه تتدفّق في الإنابيب تحت الإسفلت. يقظ، تلتَهِمُ الوجود بحثاً عن شيءٍ ما. شيء ينهيك عن البحث بعده. هدف ما. ومياه باردة، والمشي حافٍ على حجارة ناعمة. تريد النوم لكنّ الطريق إلى المنزل مليئة بالأشباح.