عنوان

.

بعرفش إذا لاحظتو…

عم يتعوّدوا ع المشهد. اليوم، صاروخّ هشّم البناي ونهش بالأرض. كان في صحفي واقف مع كاميرا قريب. خوذته مايلة شوي، ضبّطها وركض يركض بإتجاه شبح العمارة المغبّر فوق القبر. الناس تجمّعت مثل النمل عند إجرين العمارة، كانوا يدوّروأ الأرض بأصابعهن، يدوّروا ع فتحة، ع حجَر بتحرّك، ع لوح دِكت يِنزاح, ع صوت يِنرَفع “في حدا عايش؟”. كانو يجرّبو يسمَعو يحطّو إيديهن ع ذنيهن مثل الصدف، ستاتسكوب شفاف بالعَصَب. يحطّوا راسهن ع الأرض، ع السما، ع البحر، ع الهوا، جنوب، شمال، شرق، غرب.

طلع صوت، بلش صياح، بلش صراع بين الإيدين والدمار ينزاح في روح بشي محل. قدرو يعملو فتحة. طلع زلمة عنده نقر بصباحه وحلزونة دمّ مارقة ع وجهه، ركبته مكسورة، أكمن ضلع ممكن، ونظّاراته كانوا مغبشات. ركَض الصحفي، “الحمدالله ع السلامة، شو الإسم؟” كان الصوت مكسور ومش قاعد مريح، ركى بجنبه ع حيط مايل، وطال سيكارة. ولّعها وأخذ نفس “هاشم”. “قديش فيه؟ قديش كنتو” بسألو الصحفي. هاشم بنظف النظارة وبضبّطها وبرفع إيديه يعدّ، بتخربط وبرجع يعدّ، بعدّ عشر أصابع. انبسط، كان صارلو شهرين فاكك الجبصين بعد ما إنكسرو إيديه لما وقع عن التوكتوك. “17، وبسّة وجاكيت شاريه جديد قبل الشتويّة” مبيّن عليه عمرو أربعين، بعدين بيجي صوت من بعيد “16” واحد من اللي عم ببحشو الأرض بطول جثّة. “في هون 40” ، كانو جيرانو بالعمرة اللي حدهن صارو طالعين ثنين ختايرة، بالستينات من عمرهن، واحد لافف راسه بحطّة وعقال. والثاني متربّع ببنطلون بيجاما وشيّال. وطاولة شيش بيش بيناتهن “أوّل مرّة؟” بسألو هاشم؟ “لا، لحقت كمان مرّة قبل أكمن سنّة ، كنت مقطوع من الدخّان وقتها. كان موقف بخنق.” بفتلو وجهن وبرجعو يرمو الزهر. الصحفي بسأل هاشم “هشام، قديش كان في من عيلتك؟، بشو إختلفت تجربتك هاي المرّة؟ عندك نصايح للمتابعينا؟” . “هاشم، إسمي. اه طبعاً. النصيحة الأولى حاولو قسّمو العيلة وقت القصف. مفضل يكون عالقليلة بُعد خمس عمارات بيناتكو، حسبب عددكم، إذا بتقدرو تتقسمو بكامل أعضائكو لأكثر من مجموعتين بكون أحسن. حسب ستايل البنى تاع العمرة، حاولو أقعدو بزوايا متينة وكون سهلة للكشف. وأكيد تنزوش تحملو الملعقة الشخصيّة. واللي بحب،شي يوم الأربعا بعد صلاة العصر، راح أبدا كورس تمارين إخلاء طوارئ. عم بستنّى يكمل العدد.، أنا بخلّي هاي الزلفة علي” بطول زلفة سكّر صغيرة. الصحفي بإنفعال واضح “ثاني مرّة؟!”، برد هاش “اه.. بالأخبار قالو إن كان في حدا تاني قاعد بالبيت، مش أنا وحطّو صور كيف إنّي مزوّر”، وين عيلتك؟ كيف عيلتك؟ بتحب تحكيلنا عن عيلتك؟” بستجوب الصحفي. “زهقت أحكي عن عيلتي”. “المهم، حمدالله ع سلامتك. وبهمّة الشباب بطلعو اللي بقدرو عليه. بطلعلك هاد الكوبون، بتقدر تتخطى فيه لحدّ عشر أشخاص بطابور المي وعشر أشخاص بطابور الحمّامات. بالتوفيق يا هاشم. “

وبعدين إنتقل الصحفي يركض ، كانو عم بسحبو إجرين من تحت شي سقف. أحسن للريتينج. عنصر التشويق، كان ديماً مثير تسحب طرَف بتعرفش إذا طَرَفه الثاني.