عشر سنينٍ في الحَرب وعشرة سنين ضياع في محاولة العودة إلى الديار. في يومٍ واحد فتحت عيناي لأرى كلّ شيءٍ ضاع أو يضيع إلى أن ينفَذ. أضعتُ صوتي لثلاثة أيامٍ لكن لم أتكلّم بعدها لأكثَرِ من عام. كٌلّ ما أقوله هو حقيقة مطلَقة. كأنني أهذي أحياناً. رغمَ أنّي لا أعلَم سوى العيش في عالم تجريدي تكاثرت في الوجوه والعُملات. ذاكرتي جيّدة لحدٍ ما.

لا أكرهُ شيئاً.

قريباً ستلتئمُ في جلدي السنة الرابعة والثلاثين من عمري. أحبّ الحيتان والشِعر. أحبّ الحقول الخضراء. أعتقِد أن العالَم جميل.

وقبيح.

وخيِّر.

وإقحب.

شعار المرحلة.

تهقت الإنتظار.

والآن تبدأ رحلة عودتي إلى الديار. بعد 17 عشر عام من الترحال. وخوض الحرب. سأرتاح قليلاً وأبدأ. بدأت. صروفي ثانويّة.

الشرُّ للجبَناء.

في مقولة لشخص إسمه هيراكليتوس. إنّك بتقدرش تموقف بنفس النهر مرتين.. أو هيك إشي. إنت بتتغير النهر بتغير ف إنت بتكون إنت تاني والنهر نهر تاني.

بهيك بعد سبعطعشر سنة عم بلاقي حالي هون بعدني براة بوابة صفّ طعنش. على القليلة رسمياً ومهنيّاً وإجتماعياً يمكن.

من زمان بعتبرش حالي داخل “مجتماعياً” ، بس عند العيلة وللعيلة وكلّ العيلة تاعة العيلة عنّا ساكنين كل عيلة حدّ عيلي.

كان عندي هدف أجمع مصاري بأوّل ما وعيت وبلشت أوعى، كان في وعد للسعادة. بكلشي/ التلفزيون.. التلفزيون. كنت أحضر تلفزيون كتير، بضحك لإني بحضر تلفزيون إسا صارلي سنين.

بس إمي كان بدها أصير دكتور. أبوي بعرفش شو كان بدو أصير. وأنا أول فكرة براسي كانت أفحص بزّ مرا ختيارة جواة عيادة.

كل المهّن بفكّر إنها محتّرَمة لأي بحدا بقدر يعيش أو يعيّش عيلة منها بدون ما تخالف “القانون”.

الإشي إنّه الكلّ بخالف القانون.. أو “قوانونيات” صغيرة هيك عميقا بتضاريص القانون بكبير.

الكلّ بدوّر ع فجوة يفوت أو يطلع منها -نو إنيويندو إنتينديد-

حتى اللي عمرن سبعين.

فش إشي كامل.. السعادة هي لحظات منلمها مثل الأغورات بلعبة ماريو. بس ديماً مؤقتة. بس التعاسة كمان.

. بفكّر إني فكّرت بكتير تعاسة عبر حياتي. بفكر كان عندي تزوير حقيقي لعقدة المسيح

إسا مثلاً الهدف آكل خرا لشهرين وأسدّ المينوس. أو أو.. أصير أجيب طبيخ من عند إمي. اللي هو أطيب طبيخ بالعالم.. بس بجبرني أروح عالبلد. اللي كمان بطلت أحسّه عبء.

بشي مرحلة كتير أشياء من الأشياء اللي كنت أعتبرها بالحياة مهمّة وجوهريّة للحياة بلشت تقشر وتوقع وعم بتتبلور حياتي بلبّ هاد القشر اللي عم يوقع وعم بضلّ أنا والحياة اللي بدي أياهي وعندي إستعداد أحطّ الطاقات وأشتغل وأشقل خرا بكريك عنها.

وإياني إنبثقت اليوم. متلي متل أي صرصور بمجاري حيفا. غلبت مرتين بلعبة كاتان. رسمت. بعدني غير جيّد. بكرا رايح أشتغل بالكهربا. كمان أربع ساعات. لازم أبلش خطة إنسحاب للتخت.

في كان طرف خيط أوّل ما بديت أكتب.. بس خا. بقطع هون.

عم بحسّ بالوجود شوي. بطراف أصابعي فوق المي.

وبديش أكون دكتور من زمان.